جسر المحبة السعودي لسوريا- دعم إنساني يتجاوز المزايدات.

المؤلف: حمود أبو طالب10.22.2025
جسر المحبة السعودي لسوريا- دعم إنساني يتجاوز المزايدات.

أسرني قول المتحدث الرسمي باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي عبر بصدق وإخلاص عن أن العطاء الذي تقدمه المملكة لسوريا ليس مجرد مساعدات عابرة، بل هو بالأحرى جسر متين من المحبة الصادقة والتقدير العميق لشعب سوريا العظيم. ويا للأسف، كم تزداد المبالغات والمزايدات في عالمنا العربي، سواء في الأفراح أو الأتراح، وكم يكثر الانتقاص من الأعمال الجليلة والجهود المباركة من قبل أصحاب النفوس المريضة والعقول المتحجرة الذين اتخذوا مواقف معارضة لكل ما هو جميل ونبيل، ولكل فعل خير تتبناه دولة وشعب تجاه إخوانهم وأصدقائهم، مزايدات لا تنتهي وانتقاص مستمر وتقليل من شأن الأعمال الإنسانية العظيمة حتى في أحلك الظروف وأصعبها، الظروف التي يفترض بالإنسان الحقيقي أن يترفع فيها عن استغلالها لبث سمومه وأحقاده على دولة تقوم بتلك الأعمال انطلاقاً من الواجب الإنساني المحض، لا لشيء آخر.

وها هي سوريا اليوم تتحول إلى ساحة للمزايدات والمناكفات من قبل بعض الأصوات النشاز في وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي، أصوات تتجاهل بشكل سافر المأساة الهائلة التي عصفت بالشعب السوري الشقيق ودمرت كل مقومات الحياة في سوريا، حتى الضروريات الأساسية التي لا غنى للإنسان عنها، وتتغافل عن حاجة الشعب السوري الماسة في هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة إلى يد العون والمساعدة الكريمة حتى يستطيع التعافي والوقوف على قدميه من جديد، فبدلاً من أن يوحدوا أصواتهم لحشد المزيد من الدعم والمساعدة لسوريا، انصرفوا إلى تأويل النوايا والتشكيك في المقاصد الحسنة، وهو ما يعكس سواد قلوبهم وظلام نفوسهم التي جُبلت على الافتراضات السيئة والأحكام المسبقة حتى لو كان عكسها بيناً وضوح الشمس في رابعة النهار.

إن موقف المملكة العربية السعودية تجاه الشعب السوري الشقيق موقف راسخ وثابت لم يتزعزع منذ بداية الأزمة، موقف لم يطرأ عليه أي تغيير فيما يتعلق بوحدة أراضي سوريا وسيادتها وأمنها واستقرارها وعروبتها واستقلالية قرارها الوطني وعدم السماح لأي جهة بالتدخل في شؤونها الداخلية، وكذلك الحفاظ على كرامة الشعب السوري وعزته ووحدته بكل مكوناته وأطيافه، وتؤكد هذه الحقائق جلية تصريحات كبار المسؤولين السعوديين في مناسبات عديدة سابقة لسقوط نظام الأسد. لقد كانت المملكة دائماً ولا تزال مع خيار الشعب السوري في مواجهة الظلم والاستبداد الذي عانى منه طويلاً، وكانت أول دولة عربية تتضامن معه في مرحلته الجديدة وتحترم إرادته الحرة، وهي تسعى جاهدة إلى دعم سوريا على الصعيد الدبلوماسي وتدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبها في هذه الظروف المفصلية الحرجة لكي تتجاوز هذه المحنة بسلام وتبدأ في بناء مستقبلها المستقر والمزدهر. وبالتالي، فإن الدعم السياسي القيم الذي تقدمه المملكة والذي تجلى في العديد من التصريحات الرسمية منذ تولي القيادة الجديدة يمثل أهم وأكبر دعم عربي لسوريا، وستظل المملكة حاضرة بكل قوة لتقديم كافة أشكال الدعم الذي تحتاجه سوريا في المستقبل.

لقد كانت المملكة العربية السعودية ولا تزال وستظل على الدوام أكبر سند ومعين للأشقاء العرب في الظروف الصعبة والأوقات العصيبة التي يمرون بها، وهي أرفع وأسمى من أن تنتظر كلمات المديح والثناء، أو أن تتأثر بأي انتقاص أو تشويه من قبل أصحاب النفوس المريضة والعقول المتحجرة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة